في عام ١٩٧٠ كتب المسرحي العبقري السوري (( سعد الله ونوس )) مسرحية (( مغامرة رأس المملوك جابر )) يحكي فيها قصة مملوك اسمه جابر و دوره في صراع بين الخليفة و وزيره في بغداد . الملفت بالمسرحية هذا التطابق الرهيب بين ما كتبه (( سعد الله ونوس )) في المسرحية و بين مجريات الاحداث في سوريا .
في المسرحية التي جرت احداثها في بغداد هناك خلاف وقع بين الخليفة المنتصر بالله و وزيره محمد العبدلي الساعي للاطاحة به و الحلول محله. لكي يتم الوزير خطته في الانقلاب كان لابد من الاستعانه بالفرنجة ، بالملك منكتم بن داوود و هنا يأتي دور جابر عندما يقترح على الوزير بان يخط الرساله على رأسه لكي يضمن ايصال الرسالة الى الملك منكتم باعتبار ان الخليفة و ضباط امنه قد شددوا التفتيش على كل من يخرج من بغداد. و هذا هو نص الحوار الذي دار بين الوزيرو احد تجار بغداد
وطبعا جابر شخص أناني غير مهتم بما يجري بين الخليفة و الوزير و غير مهتم بالعواقب الكارثية لهذا الخلاف الذي دمر حياة عامة بغداد ، بل كانت طلبات جابر من الوزير هي المال و تزويجه خادمة شمس النهار زمرد و رفع مكانته عند الوزير . و لكن المفاجئة بالمسرحية ان الملك منكتم يقوم بغقطع رأس جابر بعد قراءته للرسالة على رأسه . يتبين لاحقا من مجريات الاحداث ان الوزير كتب في الرسالة على رأس جابر بان اقطع راسه حتى يبقى الامر سرا. و هذا هو الحوار بين ملك الفرنجة و ابنه
و طبعا يحدث الغزو و تتدمر بغداد
هنا يجدر الاشارة الى نقطتين هامتين الاولى هو التشابه الكبير مع الاحداث في سوريا و الاحداث في ليبيا …. لو فرضنا ان الوزير هو المعارضة الطامعة في السلطة و الساعية اليها باي ثمن حتى و لو كان بالتدخل الخارجي و طبعا الملك منكنم هو حلف الناتو . و الىسؤال من هو جابر ؟ جابر هو العصابات المسلحة التي اندفعت بكل أنانية من أجل مصالح ضيقة قد لا تتعدى ٦٠٠٠ ليرة ثمن لتفجير سكة قطار او ٥٠٠٠٠ ليرة ثمن عملية الاغتيال . و التي تطالب كل جمعة بالناتو و التدخل العسكري لانه الطريق الوحيد لاسقاط النظام
النقطة الثانيه هي انو شعبنا لم يتعلم الدرس بعد … فبالرغم من وجود و استهجان هذه الفكرة في الادبيات لم يتعلم شعبنا الدرس ثم افغانستان و تدمير و تقسيم العراق و تدمير و سرقة ليبيا ، و لم يتعظ الانسان العربي من الدروس التي يعيشها و الان يسعى هذا المخلوق الغريب او لنقول اللعبة، يسعى الى تدمير سوريا
بس بعيدة عن شواربو
في الختام
تحية لسعد الله ونوس و رحمة الله عليه